فيضانات جارفة تضرب آسفي وتخلف 7 وفيات ومفقودين وسط استنفار صحي وأمني متواصل
أسفرت الفيضانات العنيفة التي اجتاحت مدينة آسفي، مساء الأحد 14 دجنبر 2025، عن 7 وفيات مؤكدة إلى حدود مساء اليوم، وفق حصيلة أولية أعلنتها المصالح الصحية بالإقليم، في وقت لا تزال فيه عمليات البحث متواصلة عن مفقودين.
وأفادت مصادر صحية أن المستشفى الإقليمي محمد الخامس استقبل جثامين الضحايا تباعا، بعد أن جرفتهم السيول الناتجة عن الارتفاع المفاجئ والكبير في منسوب المياه، الذي فاض على عدد من الأحياء السكنية بمركز المدينة، محولا الشوارع إلى مجارٍ مائية.
وشهدت مدينة آسفي، ابتداء من زوال يوم الأحد، تساقطات مطرية غزيرة وغير مسبوقة، تركزت بشكل خاص ما بين الساعة الرابعة والخامسة مساءً، ما تسبب في ارتفاع سريع ومباغت لمنسوب المياه، وأدى إلى غمر المنازل والمحلات التجارية، ومحاصرة السكان داخل أحيائهم.
وطالت الفيضانات أحياء سيدي بو الذهب والمدينة العتيقة ومناطق مجاورة، حيث عجزت شبكات تصريف المياه عن استيعاب الكميات الكبيرة من الأمطار، ما فاقم من حدة الأضرار، وأثار حالة من الهلع في صفوف الساكنة.
يشهد المغرب منذ يوم أمس السبت تساقطات مطرية غزيرة تسببت في فيضانات بعدد من المناطق والمدن، مخلفة حالة استنفار واسعة وخسائر مادية متفاوتة، فيما برزت مدينة آسفي كأكثر المناطق تضررا إلى حدود اليوم الأحد.
وحسب معطيات محلية، اجتاحت السيول عددا من أحياء وشوارع مدينة آسفي، ما أدى إلى إعلان حالة طوارئ غير معلنة، بعدما ارتفع منسوب المياه إلى أكثر من أربعة أمتار في بعض النقاط، متسببا في خسائر مادية كبيرة شملت منازل سكنية ومحلات تجارية، إضافة إلى تعطّل حركة السير في عدة محاور رئيسية.
وسجلت مدن أخرى بدورها تساقطات مطرية قوية، من بينها تطوان، حيث تسببت الأمطار الغزيرة في قطع بعض الطرق، وعانى سكان الأحياء المنخفضة، خاصة حي كويلما، من تسرب المياه إلى المنازل ذات الطابق الأرضي، ما ألحق أضرارا بممتلكاتهم.
وفي السياق ذاته، انقطعت الطريق الوطنية الساحلية الرابطة بين تطوان والحسيمة على مستوى قريب من جماعة أمتار، نتيجة انجرافات وسيول مفاجئة، ما أدى إلى عزل عدد من المناطق مؤقتًا، في انتظار تدخل فرق الصيانة وفتح الممرات أمام حركة السير.

كما شهدت مدينة الراشيدية، أمس السبت، فيضانات مماثلة جراء التساقطات المطرية القوية، حيث غمرت المياه بعض الشوارع والأحياء، في مشهد أعاد إلى الواجهة مخاوف السكان من تكرار سيناريوهات سابقة ارتبطت بالأمطار الموسمية.
وأثارت هذه التطورات موجة انتقادات واسعة في أوساط المواطنين، الذين نبهوا إلى هشاشة البنية التحتية وفشل التدابير الاستباقية في عدد من المدن، معتبرين أن شبكات تصريف المياه غير قادرة على استيعاب التساقطات المطرية الغزيرة، رغم تكرار هذه الظواهر خلال السنوات الأخيرة.
وطالب متابعون بفتح نقاش جدي حول سياسات التهيئة الحضرية، وربط المسؤولية بالمحاسبة، وتسريع الاستثمار في بنية تحتية قادرة على التكيف مع التحولات المناخية، تفاديا لتكرار الخسائر المادية وحالات الخطر التي تهدد سلامة السكان مع كل موجة أمطار قوية.




